دعا السفر
بعد الركوب يكبر ثلاث مرات (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر) ثم يقول: (سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم هون علينا سفرنا هذا و اطوِ عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في المال والأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل) ثم يقرأ آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين
احرام و نيت
الإحرام هو نية وتلبية. ويكون من الميقات فإذا أراد المعتمر أن يحرم يستحب له أن: يقص شعره أو يحلقه على حسب عادته من قبل. يقص أظفاره ويزيل عانته. يغتسل ويتوضأ. يلبس إزاراً ورداءً أبيضين طاهرين والجديدان أفضل. يتطيب ثم يصلي ركعتين في غير وقت الكراهة. ثم ينوي الحج بالقلب ولا بأس أن يقول بلسانه: (اللهم إني أريد العمرة فيسره لي وتقبله مني ثم يلبي المعتمر بأن يقول: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)
محظورات الإحرام
محظورات الإحرام: ما يُمنع منه المُحرم بحج أو عمرة وهي ثلاثة أقسام
قسمٌ محرّمٌ على الذكور والإناث
قسمٌ محرّمٌ على الذكور فقط
قسمٌ محرّمٌ على الإناث فقط
فأما المُحَرَّمُ على الذكور والإناث فهو ـ
إزالةُ شعر الرأس بحلق أو غيره لقوله تعالى: { وَلاَ تَحْلِقُواْ رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْىِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [البقرة: 196] ألحق جمهور أهل العلم رحمهم الله تعالى شعرَ بقية الجسم بشعر الرأس، وعلى هذا فلا يجوز للمحرمِ أن يُزيل أي شعر كان من بدنه. وقد بيّن الله سبحانه وتعالى فدية حلق الرأس بقوله: { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْىِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } البقرة: 196]. وأوضح النبي صلى الله عليه وسلّم أن الصيام مقداره ثلاثة أيام، وأن الصدقة مقدارُها ثلاثة آصع من الطعام لستة مساكين، لكل مسكين نصف صاع، وأن النسك شاة، والمراد شاة تبلغ السن المعتبر في الهدي، وتكونُ سليمة من العيوب المانعة من الإجزاء. ويُسمّي العلماء هذه الفدية فدية الأذى لقوله تعالى: { أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْىِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }. ـ تقليم الأظافر أو قلعُها أو قصُّها قياساً على حلق الشعر؛ على المشهور عند أهل العلم. ولا فرق بين أظفار اليدين والرجلين، لكن لو انكسر ظُفُرهُ وتأذى به فلا بأسَ أن يقص القدر المؤذي منه، ولا فدية عليه. ـ استعمال الطيب بعد الإحرام في ثوبه أو بدنه أو غيرهما مما يتصل به لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال في المُحرِم: « لا يلبس ثوباً مسه زعفران ولا ورس »، وقال في المُحرم الذي وقَصَتْهُ راحلته وهو واقف بعرفة : « لا تُقربوه طيباً » وعلل ذلك بكونه يُبعث يوم القيامة مُلبياً. والحديثان صحيحان. فدل هذا على أن المُحرِم ممنوع من قُربان الطيب. ولا يجوز للمحرم شمُّ الطيب عمداً ولا خلط قهوته بالزعفران الذي يُؤثر في طعم القهوة أو رائحتها، ولا خَلطُ الشاي بماء الورد ونحوه مما يظهر فيه طعمه أو ريحه. ولا يستعمل الصابون المُمَسك إذا ظهرت فيه رائحة الطيب، وأما الطيب الذي تطيب به قبل إحرامه فلا يضُرُّ بقاؤه بعد الإحرام لقول عائشة رضي الله عنها: « كنت أنظرُ إلى وبيص المسك في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو مُحرم » متفق عليه. ـ عقد النكاح لقول النبي صلى الله عليه وسلّم : « لا يَنكح المحرم ولا يُنكح ولا يخطب » رواه مسلم. فلا يجوز للمُحرم أن يتزوج امرأةً ولا أن يعقدَ لها النكاحَ بولايةٍ ولا بوكالةٍ، ولا يخطبُ امرأةً حتى يُحِلَّ من إحرامه. ولا تُزوَّج المرأةُ وهي محرمةٌ. وعقدُ النكاح حالَ الإحرام فاسدٌ غير صحيح، لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: « مَن عمل عملاً ليس عليه أمُرنا فهو رد ». ـ المباشرةُ لشهوةٍ بتقبيل أو لمسٍّ أو ضمٍّ أو نحوه لقوله تعالى: { فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يأُوْلِي الأَلْبَـبِ } [البقرة: 197]. ويدخل في الرّفث مقدمات الجماع كالتقبيل والغمز والمُداعبة لشهوة. فلا يحل للمحرم أن يُقبّل زوجَته لشهوة، أو يمسها لشهوة، أو يغمزها لشهوة، أو يداعبها لشهوة. ولا يحلُّ لها أن تمكنه من ذلك وهي مُحرمة. ولا يحل النظر لشهوة أيضاً لأنه يستمتع به كالمباشرة. ـ الجماع لقوله تعالى: { فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يأُوْلِي الأَلْبَـبِ } [البقرة: 197]. والرفث الجماع ومقدماته. والجماع أشد محظورات الإحرام تأثيراً على الحج وله حالان: الحال الأولى: أن يكون قبلَ التحللِ الأول فيترتب عليه شيئان: أ ـ وجوب الفدية وهي بَدنَة أو بقرة تُجزىء في الأضحية يذبحها ويُفرقها كلها على الفقراء، ولا يأكل منها شيئاً. ب ـ فساد الحج الذي حصل فيه الجماع، لكن يلزم إتمامه وقضاؤه من السنة القادمة بدون تأخير. قال مالك في (الموطأ): بلغني أن عمر وعلياً وأبا هريرة سُئلوا عن رجلٍ أصاب أهله وهو مُحرم؟ فقالوا: يَنفذان لوجههما حتى يقضيا حَجهما، ثم عليهما حجٌّ قابل والهدي. قال: وقال عليٌّ: وإذا أهلا بالحج من عامٍ قابلٍ تفرقا حتى يقضيا حَجّهما. ولا يفسدُ النُّسُكُ في باقي المحظورات. الحال الثانية: أن يكونَ الجماع بعد التحلل الأول، أي بعد رمي جمرةِ العقبة والحلق، وقبل طواف الإفاضة، فالحج صحيح، لكن يلزمه شيئان على المشهور من المذهب: أ ـ فديةٌ شاة يذبحها ويُفرقها جميعاً على الفقراء، ولا يأكل منها شيئاً. ب ـ أن يخرج إلى الحل، أي: إلى ما وراء حدود الحرم فَيُجدد إحرامه، ويلبس إزراً ورداءً ليطوف للإفاضة مُحرماً. ـ من محظورات الإحرام: قتل الصيد، والصيد: كل حيوان بري حلال متوحش طبعاً كالظباء والأرانب والحمام، لقوله تعالى: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِى إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}، وقوله : {يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَآءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ هَدْياً بَـلِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَـكِينَ أَو عَدْلُ ذلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [المائدة: 96-97] فلا يجوز للمُحْرِم اصطياد الصيد المذكور، ولا قتلُه بمباشرةٍ أو تسبب أو إعانةٍ على قتلهِ بدلالةٍ أو إشارةٍ أو مناولةِ سلاحٍ أو نحو ذلك. وأما الأكل منه فهو أقسامٌ ثلاثةٌ: الأول: ما قتله المُحرمُ أو شاركَ في قتله فأكله حرامٌ على المحرم وغيره. الثاني: ما صاده حلالٌ بإعانة المُحرم، مثل أن يدله المُحرم على الصيد، أو يناوله آلةَ الصيد، فهو حرامٌ على المُحرمِ دون غيره. الثالث: ما صاده الحلالُ للمحرمِ، فهو حرامٌ على المُحرِمِ دون غيره، لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: « صيد البرِّ لكم حلالٌ ما لم تَصيدوه أو يُصَد لكم ». وعن أبي قتادة رضي الله عنه أنه صاد حماراً وحشيًّا، وكان أبو قتادة غيرَ محرمٍ وأصحابه مُحرمين، فأكلوا منه، ثم شكوا في أكلهم، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلّم؟ فقال: « هل أشار إليه إنسانٌ أو أمره بشيء » قالوا: لا قال: « فكلوه ». وإذا قتل المُحرمُ الصيد متعمداً فعليه جزاؤه، لقوله تعالى: {وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَآءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ هَدْياً بَـلِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَـكِينَ أَو عَدْلُ ذلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [المائدة: 95]. فإذا قتلَ حمامة مثلاً فمثلها الشاة فَيُخير بين أن يذبح الشاة ويُفرقها على الفقراء فديةً عن الحمامة، وبين أن يُقومها ويُخرج ما يقابل القيمة طعاماً للمساكين، لكل مسكين نصف صاع، وبين أن يصوم عن إطعام كل مسكين يوماً. وأما قطع الشجر فليس حراماً على المُحرم من أجل الإحرام، لأنه لا تأثير للإحرام فيه، وإنما يَحرمُ على من كان داخل حدود الحرَمِ سواءٌ أكان محرِماً أم غيرَ محرم، وعلى هذا يجوز قطع الشجر في عرفة للمُحرِم وغير المُحرِم، ويحرَّم في مزدلفة ومنى على المحرم وغير المحرم لأن عرفة خارجُ حدودِ الحرم، ومزدلفة ومنى داخل حدودِ الحرمِ. فهذه المحظورات السبعة حرامٌ على الرجال والنساء. ويختص الرجال بمحظورين حرامٌ عليهم دونَ النساء وهما: ـ تغطية الرأس، لقول النبي صلى الله عليه وسلّم في المُحرِم الذي وقصته راحلته بعرفة : « اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تُخَمِّروا رأسَه ـ أي لا تُغطوه »، متفق عليه. فلا يجوز للرجل أن يُغطي رأسَه بما يلاصقه كالعمامة ـ والقُبع والطاقية والغُترة ونحوها، فأما غير الملاصق كالشمسية وسقف السيارة والخيمة ونحوها فلا بأسَ به لقول أم حصين رضي الله عنها: « حجَجنا مع النبي صلى الله عليه وسلّم حجة الوداع فرأيته حين رمى جمرة العقبة وانصرف وهو على راحلته ومعه بلالٌ وأسامة أحدُهما يقود راحلته والاخر رافعٌ ثوبه على رأس النبي صلى الله عليه وسلّم يُظلله من الشمس » رواه مسلم. وفي رواية : «يستره من الحرّ حتى رمى جمرة العقبة». ولا بأس أن يحمل متاعه على رأسه وإن تغطى بعض الرأس لأن ذلك لا يُقصد به الستر غالباً. ولا بأسَ أن يغوص في الماء ولو تغطى رأسه بالماء. ـ مما يختص به الرجال من محظورات الإحرام لُبس المخيط، وهو أن يلبس ما يلبس عادةً على الهيئة المُعتادة، سواء كان شاملاً للجسم كله، كالبرنس والقميص، أو لجزء منه كالسراويل والفنايل والخفاف والجوارب وشراب اليدين والرجلين، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلّم سُئل: ما يلبس المُحرِم من الثياب؟ قال: « لا يلبسُ القميص ولا العمامة ولا البرانس ولا السراويل ولا الخفاف ولا ثوباً مسّه زعفرانٌ ولا ورس » متفق عليه. لكن إذا لم يجد الإزار ولا ثَمنه لبس السراويل، وإذا لم يجد النعلين ولا ثَمنهما لبس الخفين ولا شيء عليه؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلّم يخطب بعرفات يقول: « من لم يجد إزاراً فليلبس سراويل، ومن لم يجد نعلين فليلبس خُفين » متفق عليه. ولا بأس أن يلف القميص على جسمه بدون لبس. ولا بأس أن يجعل العباءة رداءً بحيث لا يلبسها كالعادة. ولا بأس أن يلبس رداءً أو إزاراً مُرقعاً. ولا بأس أن يعقد على إزاره خيطاً أو نحوه. ولا بأس أن يلبس الخاتم وساعة اليد ونظارةَ العين وسماعة الأُذن، ويُعلق القِربَة ووعاء النفقة في عنقه. ولا بأس أن يعقد رداءه عند الحاجة مثل أن يخاف سقوطه، لأن هذه الأمور لم يرد فيها منعٌ عن الرسول صلى الله عليه وسلّم، وليست في معنى المنصوص عليه، بل لقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلّم عما يلبس المُحرم؟ فقال: « لا يلبس القيمص ولا العمامة ولا البرانس ولا السراويل ولا الخفاف ». فإجابته صلى الله عليه وسلّم بما لا يُلْبسُ عن السؤالِ عما يُلْبسُ دليلٌ على أن كل ما عدا هذه المذكوراتِ فإنه يَلْبسهُ المُحرِم. وقد أجازَ النبي صلى الله عليه وسلّم للمُحرم أن يلبس الخفين إذا عدم النعلين لاحتياجه إلى وقاية رجليه، فمثل ذلك لبس نظارة العين لاحتياج لابسها إلى حفظ عينيه. وهذان المحظوران خاصان بالرجال، أما المرأة فلها أن تغطي رأسها، ولها أن تلبس في الإحرام ما شاءت من الثياب، غير أن لا تتبرج بالزينة، ولا تلبس القفازين، وهما شراب اليدين، ولا تنتقب ولا تُغطي وجهها إلا أن يمر الرجال قريباً منها فتغطي وجهها حيئنذٍ، لأنه لا يجوزُ كشفُ الوجه للرجال الأجانب أي غير المحارم. ويجوز للرجال والنساء تغيير ثياب الإحرام إلى غيرها مما لا يمتنعُ عليهما لُبسه حال الإحرام. وإذا فعل المُحرم شيئًا من المحظورات السابقة من الجماع أو قتلِ الصيد أو غيرهما فله ثلاث حالاتٍ: الأولى: أن يكون ناسيًا أو جاهلاً أو مُكرَهًا أو نائمًا، فلا شيء عليه، لا إثم ولا فدية ولا فساد نسك، لقوله تعالى: { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَـنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَـفِرِينَ } وقوله: { وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}، وقوله : {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَـنِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَـنِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }. فإذا انتفى حُكم الكفر عمن أُكره عليه، فما دونه من الذنوب أولى. وهذه نصوصٌ عامةٌ في محظورات الإحرام وغيرها، تفيدُ رفع الحكم عمن كان معذوراً بها. وقال الله تعالى في خُصوص المحظورات في الصيد: { وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَآءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ هَدْياً بَـلِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَـكِينَ أَو عَدْلُ ذلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ } [المائدة: 95]، فقيَّد وجوب الجزاء بكون القاتل متعمداً، والتعمد وصف مناسب للعقوبة والضمان، فوجب اعتباره وتعليق الحكم به وإن لم يكن متعمداً فلا جزاء عليه ولا إثم، لكن متى زال العذر فعلم الجاهل، وذكر الناسي، واستيقظ النائم، وزال الإكراه وجب عليه التخلي عن المحظور فورًا. فإن استمر عليه مع زوال العذر كان آثمًا، وعليه ما يترتب على فعله من الفدية وغيرها. مثال ذلك أن يُغطي المُحرمُ رأسه وهو نائم، فلا شيء عليه ما دام نائمًا، فإذا استيقظ لزمه كشف رأسه فورًا، فإن استمر في تغطيته مع علمه بوجوب كشفه كان آثما، وعليه ما يترتب على ذلك. الثانية: أن يفعل المحظور عمدًا لكن لِعُذرٍ يبيحُه، فعليه ما يترتب على فعل المحظور ولا إثم عليه لقوله تعالى: { وَلاَ تَحْلِقُواْ رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْىِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [البقرة: 196] . الثالثة: أن يفعل المحظور عَمدًا بلا عُذرٍ يبيحه، فعليه ما يترتب على فعله مع الإثم. أقسام المحظورات باعتبار الفدية: تنقسم محظورات الإحرام باعتبار الفدية إلى أربعة أقسام: أولاً: ما لا فدية فيه، وهو عقدُ النكاح. ثانيًا: ما فديته بدنة، وهو الجماع في الحج قبل التحلل الأول. ثالثًا: ما فديته جزاؤه أو ما يقوم مقامَه، وهو قتل الصيد. رابعًا: ما فديته صيامٌ أو صدقةٌ أو نُسكٌ حَسَب البيان السابق في فدية الأذى، وهو حلقُ الرأس. وأَلْحَقَ به العلماء بقيةَ المحظورات سوى الثلاثة السابقة.
الميقات العمره
الميقات للحج و العمره فقد حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم تحديدا كاملا واضحا عن ابن عباس رضي الله عنه قوله: وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، قال فهن لهن ولمن أتى عليهم من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله، حتى أهل مكة يهلون منها.
ذو الحليفة، وتسمى الآن آبار علي، وهي أبعد المواقيت لأنها تبعد عن المدينة
بنحو عشر مراحل، وهي ميقات أهل المدينة جحفة: وهي ميقات أهل الشام ومصر وسائر أقطار المغرب العربي ومن كان وراء ذلك
قرن المنازل: وهو ميقات أهل نجد، ويبعد عن مكة بنحو مرحلتين يلملم: وهو ميقات أهل اليمن، ويبعد عن مكة بنحو مرحلتين أيضا
ات عرق: وهو ميقات أهل العراق وأهل المشرق قاطبة، ويبعد عن مكة بمرحلتين ونصف
أركان العمرة
للعمرة أركان ثلاثة لا تصح إلا بها، وهذه الأركان هي أولاً: الإحرام. ثانياً: الطواف بالبيت ثالثاً: السعي بين الصفا والمروة
واجبات العمرة
واجبات العمرة هي أولاً: الإحرام من الميقات إن كان الميقات بينه وبين مكة، أو الحل لمن كان في الحرم ثانياً: التجرد من المخيط بالنسبة للرجل ثالثاً: الحلق أو التقصير هذه هي واجبات العمرة، من ترك شيئاً منها يجب عليه دم
فضل العمرة
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان. وهذا لفظ البخاري
وروى البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه
وعنهما أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة
روى الترمذي والنسائي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة. صححه الألباني في صحيح الجامع.
هذا في فضل الحج عموماً، والغير إذا حج عنه وصل ثواب الحج إليه، وازداد خيراً إلى خيره وأدى ما كان عليه من دين إن كان قد وجب عليه الحج ولم يحج، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل جاء يسأله عن الحج عن أمه فقال له صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيه، قال: نعم، قال: فحج عن أمك. رواه النسائي. وقال لآخر سأله عن الحج عن أبيه: حج عن أبيك فإن لم تزده خيراً لم تزده شراً. رواه ابن ماجه. قد ورد في فضل الحج والعمر أحاديث كثيرة منها : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - :((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ فَقَالَ : إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ . قِيلَ ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ :الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ . قِيلَ ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : حَجٌّ مَبْرُورٌ ))( رواه البخاري رقم الحديث (26) ، ومسلم رقم الحديث (83) ). وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( مَنْ حَجَّ فلم يَرفُثْ ولم يَفْسُقْ رجعَ كيومِ ولدتْهُ أمُّه))( رواه البخاري رقم الحديث (1449) ، ومسلم رقم الحديث (1350) ) . الرَّفَثُ : الجماع . قال الأزهري في تهذيب اللغة (15/77) : ( الرّفث : كلمةٌ جامعة لكلّ ما يريده الرجل من أهله ). وأيضاً الرَّفث : يطلق ويراد به الجماع ويطلق ويراد به الفُحش ، ويطلق ويراد به خطاب الرجلِ المرأةَ في ما يتعلق بالجماع ، وقد نقل في معنى الحديث كلّ واحد من هذه الثلاثة عن جماعه من العلماء . قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (3/447) مرجحاً جميع ما ذكر : ( والذي يظهر أن المراد به في الحديث ما هو أعم من ذلك ، وإليه نحا القرطبي ) وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا ، وَالْحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ ))( رواه البخاري رقم الحديث (1683) ، ومسلم رقم الحديث (1349) ). وعَنِ ابْنِ شَمَاسَةَ المَهْرِيِّ قال : ((حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ المَوْتِ . فَبَكَى طَوِيلاً وَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْجِدَارِ وقال : فَلَمَّا جَعَلَ اللهُ الإِسْلاَمَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلأُبَايِعْكَ. فَبَسَطَ يَمِينَهُ - قَالَ - فَقَبَضْتُ يَدِي . قَالَ : مَا لَكَ يَا عَمْرُو ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ؟ قَالَ : تَشْتَرِطُ بِمَاذَا ؟! قُلْتُ : أَنْ يُغْفَرَ لِي. قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا ، وَأَنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ))( رواه مسلم رقم الحديث (121) ). وعـن الحسين بن علي - رضي الله عنهما - قال : (( جَاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ : إنِّي جَبَانٌ وإنِّي ضَعيفٌ ، فقالَ النبيّ صلى الله عليه وسلم : هَلُمَّ إلى جهادٍ لا شَوْكَةَ فيه ، الحجّ )) (رواه الطبراني في الكبير رقم الحديث (2910) ، والأوسط (4/309) . ينظر : صحيح الترغيب رقم الحديث (1098) ). وعن ابن عمر – رضي الله عنهما - قال : (( كُنْتُ جالساً مَعَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم في مَسْجِدِ مِنى ، فأتاهُ رجلٌ مِنَ الأنصارِ ورجلٌ من ثَقِيف ، فسلَّما ، ثُمَّ قَالا : يا رسولَ اللهِ جئنا نسألُكَ فقالَ : إن شئتُما أَخْبَرْتُكُما بما جِئْتُما تسألاني عَنْهُ فعلتُ ، وإن شئتُما أن أمْسِكَ وتسألاني فعلتُ ، فقالا : أخبرنا يا رسولَ اللهِ . فقال الثقفيُّ للأنصاري : سَلْ ، قال : أخبرني يا رسولَ اللهِ ، فقال : جئتنَي تسألُني عن مخرجِكَ من بيتك تَؤُمُّ البيتَ الحرامَ ومالكَ فيهِ ، وعن رَكْعتَيْكَ بعد الطّوافِ ومالكَ فيهما ، وعن طوافكَ بينَ الصفا والمروةِ ومالَكَ فيه ، وعن وقُوفِكَ عَشِيَّة عرفةَ ومالَكَ فيه ، وعن رميِكَ الجمارَ ومالَكَ فيهِ ، وعن نَحْرِكَ ومالَكَ فيهِ مع الإفاضةِ . فقال : والذي بَعَثَكَ بالحقِّ لَعَنْ هذا جئتُ أسألُك . قال : فإنَّكَ إذا خرجتَ من بيتكَ تَؤُمُّ البيتَ الحرامَ ، لا تَضَعُ خُفّاً ولا تَرْفَعُهُ إلا كَتَبَ اللهُ لَكَ به حسنةً ومَحَا عنكَ خطيئةً ، وأما ركعتاكَ بعد الطّوافِ كعتقِ رقبةٍ من بني إسماعيل ، وأما طوافُكَ بالصفا والمروةِ كعتقِ سبعين رقبةً ، وأما وقوفُكَ عشيةَ عرفة فإن الله يَهْبِطُ إلى السماءِ الدنيا فيباهي بكم الملائكةَ ، يقول : عبادي جاؤوني شُعثاً من كلّ فَجٍّ عميقٍ يَرجونَ رحمتي ، فلو كانت ذنوبُكُم كعددِ الرَّمل أو كقَطْرِ المطر أو كزبد البحر لغفرتُها ، أفيضوا عبادي مغفوراً لكم ولمن شفعتُم له ، وأما رَمْيُكَ الجمارَ فلكَ بكلِّ حصاةٍ رميتها تكفيرُ من الموبِقَاتِ ، وأما نَحرُك فمدخورٌ لكَ عندَ ربِّك ، وأما حِلاقُكَ رأسكَ فلكَ بكلِّ شعرةٍ حلقتَها حسنةٌ وتُمحى عنك بها خطيئةٌ ، وأما طوافُك بالبيتِ بعد ذلك فإنكَ تطوفُ ولا ذنب لك يأتي مَلَكٌ حتى يضعَ يديه بين كتفيكَ فيقـول : اعمل فيما تَسْتَقْبِلُ فقـد غُفر لك ما مضى))( : صحيح الترغيب رقم الحديث (1112) )
الطواف
يستحب في بداية الطواف أن يستقبل الكعبة بحيث يكون الحجر الأسود عن يمينه ثم ينتقل ليستقبل الحجر و ينوي الطواف. يبدأ من خط المرمر البني ويقول: (بسم الله والله أكبر اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاء بعهدك وإتباعاً لسنة نبيك). يستلم الحجر ويقبله إن أمكن ذلك. إذا تعذر تقبيله يلمسه بيده اليمنى (استلام) ويقبل يده. إذا تعذر ذلك يقف بمواجهة الحجر الأسود ويشير إليه بيديه مرة واحدة فقط ويقول بسم الله والله أكبر ثم يبدأ الطواف. كيفية الإشارة (أن يرفع يديه بمحاذاة منكبيه ويجعل باطنهما نحو الحجر الأسود ويشير بهما مرة واحدة فقط) والطواف عبارة عن سبعة أشواط, ويسن الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى والاضطباع في كل الأشواط لكل طواف وراءه سعي. الكعبة المشرفةالطواف (الرمل والاضطباع للرجل فقط)، وذلك في الطواف الذي بعده سعي فقط. فإذا انتهى من الطواف غطى كتفيه. يقول عند باب الكعبة: (اللهم إن البيت بيتك، والحرم حرمك، والأمن أمنك، وهذا مقام العائذ بك). يقول عند الركن العراقي: (اللهم إني أعوذ بك من الشك و الشرك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق وسوء المنظر في المال والأهل والولد). ويستحب أن يستلم الركن اليماني كلما مر عليه في الطواف وذلك بأن يمس الركن بكفيه أو بيمينه وإذا عجز عن ذلك تنوب الإشارة إليه، ويستحب الدعاء عند الركن اليماني فإنه مستجاب، حيث هناك سبعون ألف ملك يقولون آمين. لكي يصح الطواف يجب الوقوف تماماً عن المشي عند استلام الركن اليماني يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: (رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) يقول في الأربعة الباقية: (اللهم اغفر وارحم واعف وتكرم، وتجاوز عما تعلم, إنك أنت الأعز الأكرم). ويكثر من الدعاء بما فيه خير الدنيا و الآخرة. في ختام الطواف يستلم الحجر أو يشير إليه بكفيه وفي كل مرة يمر من أمامه أثناء الطواف. ركعتا الطواف: بعد الانتهاء من الطواف يصلي ركعتي الطواف خلف مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ولو في آخر الحرم أو في أي مكان في الحرم جائز في حال الزحام. يقرأ في الأولى قل يا أيها الكافرون.... وفي الثانية قل هو الله آحد....بعد الفاتحة. يقول الله تعالى: (واتخذوا من مقام إبراهيم مُصَلَّى) عن النبي صلى الله عليه وسلم. يشترط في الطواف الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر وستر العورة.
السعي
يصعد إلى الصفا بحيث يرى الكعبة (إذا أمكن) من باب الصفا ويقول حين الصعود: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيم). ثم يقول: (الله أكبر الله أكبر، الله أكبر و لله الحمد، الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أولانا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، و هزم الأحزاب و حده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم إنك قلت: ادعوني استجب لكم, وإنك لا تخلف الميعاد، وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم) ثلاث مرات. ثم يصلي على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ويقول عند هبوطه من الصفا في كل شوط: (اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار). يُسن أن يهرول بين الميلين الأخضرين (للرجل فقط). يدعو بين الميلين الأخضرين: (ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، رب اغفر وارحم، واعف وتكرم، وتجاوز عما تعلم, إنك أنت الأعز الأكرم، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). ثم يصل إلى المروة فهذا شوط واحد فيتم سبعة أشواط يبدأ أولها بالصفا وينتهي آخرها بالمروة. عندما يقف عند المروة يقول (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ.....) ويقول نفس الأذكار والدعوات التي قالها عند الصفا، (يلبي الحاج في السعي، لا المعتمر). بعد ختام الشوط السابع من السعي يستحب صلاة ركعتين, وفي الحرم أفضل. ويستحب أن يجمع في السعي بين الأذكار والدعوات وما تيسر من القرآن الكريم. ويقول بعد تمام السعي: (ربنا تقبل منا وعافنا واعف عنا وعلى طاعتك وشكرك أعنا). لا يشترط الاضطباع في السعي عند الحنفية (أما عند الشافعية فنعم) لا تشترط الطهارة لصحة السعي ولكن باعتبار أن المسعى أصبح داخل الحرم فيستحب ذلك.
طواف الوداع
إذا أراد الحاج السفر فيطوف بالبيت بلا رَمَل ولا اضطباع ولا سعي, ويسمى الطواف هذا بطواف الوداع, وهو واجب, ثم يصلي ركعتي الطواف, ويأتي زمزم ويشرب من مائها مستقبل الكعبة, ويتضلع بشربه ما استطاع, ثم يأتي الملتزم, ويتضرع إلى الله تعالى بما يحب من أمر الدنيا والآخرة، ويبدأ الدعاء بالحمد والثناء والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) ويختمه بذلك ويقول في الدعاء: (اللهم البيت بيتك والعبد عبدك وابن عبدك وابن أمتك, حملتني على ما سخرت لي من خلقك, وبلغتني بنعمتك حتى أعنتني على قضاء مناسكك, فإن كنت رضيت عني فزدني منك رضا, وإلا فَمُنَّ علي بالقبول و الرضا من محض فضلك يا ذا الفضل العظيم ها أنا منصرف بإذنك غير مستبدل بك ولا بيتك, ولا راغب عنك ولا عن بيتك. اللهم فأصحبني العافية في بدني والعصمة في ديني, وأحسن منقلبي, وارزقني طاعتك ما أبقيتني, واجمع لي خيري الآخرة والدنيا إنك على كل شيء قدير. اللهم ارزقني العود بعد العود, المرة بعد المرة إلى بيتك الحرام, واجعلني من المقبولين عندك يا ذا الجلال والإكرام, اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك الحرام يا أرحم الراحمين). ثم يستلم الحجر الأسود ويقبله أو يشير إليه في حال تعذر ذلك ويمشي خارجاً من الحرم ووجهه تلقاء الباب, ولا يمشي القهقرى إلى ظهره, ويلتفت مراراً إلى الكعبة متحسراً على مفارقتها, واّملاً في العودة مرة أخرى إلى زيارة البيت العتيق, حيث الرحمة والمغفرة والرضوان من الله تعالى.
اماكن
باب الكعبة
باب الكعبة الحجر الأسود (الأسعد
الحجر الأسود (الأسعد
مقام سيدنا إبراهيم
مقام سيدنا إبراهيم
الكعبة وصحن الطواف
الكعبة وصحن الطواف
الحرم المكي الشريف الحرم المكي الشريف
المسجد النبوي الشريف المسجد النبوي الشريف
قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) الروضة الشريفة الروضة الشريفة جبل الرحمة - عرفات جبل الرحمة - عرفات المسجد النبوي الشريف المسجد النبوي الشريف رمي الجمرات - مِنى رمي الجمرات - مِنى مقبرة البقيع مقبرة البقيع السعي السعي جبل أُحد جبل أُحد الكعبة المشرفة الكعبة المشرفة مخطط المسجد الحرام مخطط المسجد الحرام مخطط مشاعر الحج مخطط مشاعر الحج مخطط ميقات الإحرام مخطط ميقات الإحرام عودة للأعلىللأعلى
زيارة المدينة
زيارة المصطفى عليه الصلاة والسلام حكم الزيارة وفضلها موضع السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلماتفق العلماء على أن زيارته الشريفة من أعظم القربات وأحسن الطاعات وينوي الزائر كذلك زيارة مسجده, فقد أخبر أن الصلاة فيه خير من ألف في غيره إلا المسجد الحرام عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى) وعن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (من زار قبري وجبت له شفاعتي) آداب الزيارة ينبغي للزائر عندما يتوجه إلى المدينة المنورة أن يكثر من الصلاة والسلام على النبي ويسأل الله تعالى أن ينفعه بزيارته وأن يتقبلها منه ويقول (اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وارزقني في زيارة نبيك (صلى الله عليه وسلم) ما رزقته أولياءك وأهل طاعتك واغفر لي وارحمني يا خير مسؤول) ويستحب أن يغتسل قبل دخوله المدينة المنورة ويلبس أنظف ثيابه فإذا وصل إلى باب مسجده (صلى الله عليه وسلم) فليقدم رجله اليمنى بالدخول واليسرى في الخروج يدخل فيقصد الروضة الكريمة (ما بين المنبر والقبر وفرشها لونه أخضر وفرش المسجد كله أحمر) فيصلي تحية المسجد ثم يأتي القبر الشريف ويقف قبالة وجهه الشريف (صلى الله عليه وسلم) على نحو أربعة أذرع من جدار القبر الشريف تأدباً ثم يسلم بدون أن يرفع صوته عالياً بل يكون بين السر والجهر، تأدباً معه (صلى الله عليه وسلم) ويقول الزائر بحضور قلب وغض طرف وصوت وسكون جوارح وإطراق (السلام عليك يا رسول الله, السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا حبيب الله, السلام عليك يا خيرة خلق الله, السلام عليك يا صفوة الله, السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين, السلام عليك يا قائد الغر المحجلين, السلام عليك وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين, السلام عليك وعلى أزواجك الطاهرات أمهات المؤمنين, السلام عليك وعلى أصحابك أجمعين, السلام عليك وعلى سائر عباد الله الصالحين, جزاك الله يا رسول الله أفضل ما جزى نبياً ورسولاً عن أمته, وصلى الله عليك كلما ذكرك الذاكرون, وغفل عن ذكرك الغافلون أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أنك عبده ورسوله, وأمينه وخيرته من خلقه, وأشهد أنك قد بلغت الرسالة, وأديت الأمانة, ونصحت الأمة, وجاهدت في الله حق حهاده) (ومن ضاق وقته عن ذلك أو عن حفظه فليقل بعض هذه الصيغة المذكورة) وإن كان أحد أوصاه بالسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيقول (السلام عليك يا رسول الله من فلان ابن فلان) ثم يتأخر عن يمينه قدر ذراع فيسلم على سيدنا أبي بكر رضي الله عنه فيقول (السلام عليك يا خليفة رسول الله، السلام عليك يا صاحب رسول الله في الغار، السلام عليك يا رفيقه في الأسفار، السلام عليك يا أمينه على الأسرار، جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خيراً، اللهم ارض عنه وارض عنا به) ثم ينتقل عن يمينه قدر ذراع فيسلم على سيدنا عمر رضي الله عنه فيقول (السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا من أيد الله به الدين، جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خيراً، اللهم ارض عنه وارض عنا به) ثم يعود إلى الروضة الشريفة ويكثر فيها من الصلاة والدعاء زيارة البقيع وشهداء أُحد ومسجد قُباء يستحب الخروج إلى البقيع كل يوم وخاصة نهار الجمعة وذلك بعد السلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإذا وصل إليها قال (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل البقيع، اللهم اغفر لنا ولهم) وينبغي للزائر أن يزور مسجد قباء للصلاة فيه فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يأتي قباء را كباً وماشياً فيصلي فيه ركعتين والأفضل أن يكون في يوم السبت لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يأتيه كل سبت كما يستحب أن يزور شهداء أُحد يوم الخميس خاصة سيد الشهداء حمزة عم الرسول (صلى الله عليه وسلم) الصلاة في المدينة يستحب أن يصلي الصلاة كلها في المسجد النبوي الشريف, عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام) الخروج من المدينة والسفر يستحب للزائر إذا أراد الخروج والسفر أن يودع المسجد النبوي بركعتين ويدعو بما أحب ثم يأتي الحضرة الشريفة فيسلم كما سلم أولاً ويدعو بإلحاح و تضرع ويودع النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقول (اللهم لا تجعل هذا آخر العهد بحرم رسولك (صلى الله عليه وسلم) ويسر لي العود إلى الحرمين سبيلاً سهلة بمنك وفضلك وارزقني العفو والعافية في الدنيا والآخرة وردنا سالمين غانمين إلى أوطاننا آمنين ويقول (غير مودع يا رسول الله)
ماء زمزم
الملتزم
ثم بعد ذلك يأتي الملتزم ويدعو عنده: (اللهم أعذني من الشيطان الرجيم, وأعذني من كل سوء, وقنعني بما رزقتني, وبارك لي فيه). والدعاء عند الملتزم مستجاب. ماء زمزم: ثم بعد ذلك يستحب أن يأتي زمزم فيشرب ويتضلع ويقول عند شربه: (اللهم بلغني أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (ماء زمزم لما شرب له) وإني أشربه وأدعو: (اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء). (اللهم أدخلني الجنة بغير عذاب ولا حساب وارزقني مرافقة نبيك وسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) في الفردوس الأعلى).
نصائح
نصائح عامة
تجنب الاقتراض لأداء الحج لأنه خطأ، لأن الحج لا يجب إلا على من استطاع إليه سبيلاً حاول جهدك في تعلم المناسك لئلا تعرض نفسك إلى ما يفسد عملك أو ينقص أجرك وأنت لا تدري حاول جهدك أن تتمسك بسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حسب طاقتك وظروفك اعلم أخي الحاج أن تقليد المذاهب لا يجوز لذلك لا تحاول أن تحمل نفسك فوق طاقتها (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) حاول جهدك أن تتجنب مراقبة الناس وركز على أفعالك وطريقة عبادتك, وذلك لأنك قد ترى أشياء قد تستغرب فعلها من بعض المسلمين وذلك بسبب جهلهم, وتحلَّ بالهدوء والصبر لأن ذلك من عظيم الخلق تجنب ارتكاب المعاصي وابعد نفسك عن الجدال والشجار تجنب مزاحمة الناس وإيذاءهم في الطواف والسعي وسائر العبادات تجنب الاصطدام والاحتكاك بالنساء في الأماكن التي يكون فيها الازدحام شديداً (كالطواف والسعي وفي عرفات) لا تسأل نفسك أو غيرك عن سبب عمل بعض العبادات وحاول أن تسلم نفسك لله تعالى عليك بالود واللطف مع أهل الحرمين, وإياك والشدة والعنف معهم فإن أهل مكة جيران بيت الله, وأهل المدينة جيران رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
نصائح في الطواف
اعلم أخي الحاج أن الطواف هو تحية الحرم, وهو صلاة ولكن أباح الله فيه الكلام، لذلك يشترط له الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر و ستر العورة تجنب تطويل الوقوف عند الحجر للإشارة لأن ذلك قد يؤدي إلى زحام شديد تجنب المزاحمة لتقبيل الحجر الأسود لأن تقبيله سنة وعدم إيذاء نفسك والناس واجب، والواجب أبدى من السنة والله أعلم يستحب أن يكون الحاج في طوافه خاضعاً متخشعاً حاضر القلب الموالاة (المتابعة) بين الأشواط في الطواف سنة مؤكدة تجنب في الطواف فرقعة الأصابع وتشبيكها, كما يكره الأكل والشرب والكلام بغير الذكر والدعاء الانتباه إلى جعل الطواف من وراء الحطيم وليس من داخله، لأنه عندئذ يكون الحاج قد طاف ببعض الكعبة و بذلك يبطل الشوط الذي طافه تجنب رفع الصوت في الطواف لأن رفعه قد يشوش على بعض الطائفين يسن الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى الاضطباع في كل الأشواط التي بعدها سعي لا يسن للنساء الرمل في الطواف ولا الهرولة في السعي تجنب التمسح بمقام سيدنا إبراهيم وتقبيله وهذه بدعة مخالفة للسنة وكذلك التمسح بجدران الكعبة والله أعلم تجنب الإصرار على الصلاة خلف مقام سيدنا إبراهيم بعد الطواف حين يكون هناك زحام شديد, ويجوز في أي مكان من الحرم تتجنب النساء إظهار شعرها أمام الرجال عند التحلل (عند التقصير)
نصائح في يوم عرفة
أحرص على الجهر بالتلبية في المسير إلى عرفة تجنب الكسل والفتور في يوم عرفة وتضييع الوقت وانشغل بالدعاء والذكر يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) (خير الدعاء، دعاء يوم عرفة) تنبه إلى استقبال الكعبة عند الدعاء إن أمكن احرص على الوقوف في حدود عرفة وليس خارجها يجب أن ينتبه الحاج داخل مسجد نمرة أن المسجد ثلاثة أرباعه في عرفات والربع الباقي خارج عرفة لذلك تنبه إلى ذلك وإلا فاتك الوقوف في عرفات فيفوتك الحج تجنب الوقوف على جبل الرحمة لأن ذلك سوف يؤدي إلى الزحام وإيذاء الناس احرص على النزول من عرفة بعد مغيب الشمس, إياك وسوء الظن بالله أي بأن تشك بأن الله لم يغفر لك,
نصائح في مِنى
يجب التأكد من سقوط الحصى في المرمى وعدم الرمي كيفما اتفق تجنب رمي الحصى جمعاً دفعة واحدة لأنه لا تحسب للحاج عندئذ إلا حصاة واحدة تجنب الرمي عكس الترتيب بل يجب أن تبدأ من الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى تجنب الرمي بعدد أقل أو أكثر من الحصى على سبيل التعمد إلا إذا كنت قد شككت في العدد الدعاء بعد الجمرة الصغرى والوسطى لا تدْعُ بعد الجمرة الكبرى (جمرة العقبة) لأنه خلاف السنة نصائح في المدينة المنورة الالتزام بالسنة النبوية بشكل جيد وتوقيرها توقيراً شديداً عندما يُوصى الحاج بالسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أحد فلا يقل السلام عليك يا رسول الله من (الشيخ، الحاج، المهندس أو الدكتور فلان) بل يذكر اسمه المجرد فقط، الحرص على الصلاة في الروضة الشريفة (لأنها روضة من رياض الجنة) عدم التمسح وتقبيل جدار القبر المشي في المدينة المنورة بسكينة ووقار وأدب شديد (فإنك تمشي على خطى النبي (صلى الله عليه وسلم) والصحابة) عدم الضحك والتكلم بصوت عالٍ, حيث أن رفع الصوت عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحبط الأعمال الصالحة عدم التدخين، إذا كنت من المدخنين فاعمل جهدك أن تقطعه في تلك الأراضي المقدسة لأنه يعتبر من الفسوق